المشكلة
يتعرض جميعنا لمشاكل من أنواع عدة
متفرقة على أيام حيواتنا، نظل نفكر في حلول لها فنجد أحياناً وأحياناً أخرى لا
نجد، لذلك فنحتاج جميعاً لمعرفة الطرق التي نتصدى بها للمشكلات، وبالتالي يقل
ضغطها علينا، وبالتالي تزداد سعتنا النفسية في تحمل المشكلات والعقبات.
تعريف المشكلة
يمكننا تعريف المشكلة على أنها العقبة
التي تقف في الطريق، بحيث نعتبر أن حيواتنا هي الطريق المقصود، لا يستطيع الجميع
تمرير المشكلة بسلاسة، كما أن ليس الجميع لديه القدرة على التحمل والتصدي
والمواجهة للمشاكل.
المشكلة خارجنا وليست داخلنا
المشكلة لا تُصبح مشكلة بمعناها
المفهوم إن تواجدت خارجنا، بحيث أنها تُسمى (أمر يحتاج للنظر فيه)، ومن ثم ينتُج
لنا حلاً للمشكلة، إما حلاً قاطعاً أو حلاً ممكناً، وربما أيضاً حلاً ليس وقته،
وأحياناً لا نجد حلاً على الإطلاق، ولكن يكون هذا الوضع مؤقتاً فقط.
ولكن المشكلة تُصبح مشكلة بالمعنى
العميق للكلمة عندما نُدخلها داخل أذهاننا وفي عُمق نفوسنا. فنرى أن اثنان يتعرضون
لمشكلة، واحداً منهم يتأثر بشكل وآخر يتأثر بشكل مختلف تماماً، فيعني هذا أن طريقة
وصول المشكلة تختلف من شخصاً لآخر.
أنواع المشكلات
حياتنا
المملوءة بالصخب والضوضاء تُعرضنا للكثير من العقبات التي بدونها لا نستطيع أن
نتقدم للأمام خطوة واحدة، ونواجه مشكلات من أنواع مختلفة، من تلك الأنواع:
1. مشكلات لا يمكن
أن نخطو فيها.
2. مشكلات يمكن
أن نخطو فيها.
حل المشكلات
التي يمكن لنا أن نخطو فيها هو ليس أسهل – كما هو شائع – عن المشكلات التي لا يمكن
أن نخطو فيها، فالمشكلات التي لا يمكن أن نخطو فيها، نستطيع أن نتركها بالكامل،
وليحلها الذي يدبر أمور هذا الكون بحسب ما يرى، فربما يكون وقتك المناسب لحل تلك
المشكلة هو غروب هذا اليوم، ولعل الله يرى أن هذا الغروب سيزيد مشكلتك تعقيداً،
فهل ترضى بالتوقيت المُختار لك أم تُصر على اختيارك!
أما المشكلات
التي يمكن أن نخطو فيها هي التي نترك بها أثرنا، بها نُثبت أن وجودنا يحرك شيء
حولنا، فكل الذي نستطيع فعله هو أن نخطو تلك الخطوة الصغيرة البسيطة الذي بدونها
يختفي وجودنا بالكلية. فقد نرى الكثير ممن حولنا يحولون حلول المشكلات إلى حلولاً
غير واقعية ولا تمت للواقع بصلة، فكيف مثلاً لطفل صغير يعاني من قلق اجتماعي أن
يكون لديه أصدقاء في ثلاثة أيام، فهل يمكننا أن نصدق أن هذا سيحدث؟ فبالتأكيد تلك
حلولاً غير واقعية، فمثلاً لتحويل الأمر لحل واقعي (نخطو خطوة واحدة نحو الحل)،
نحاول أن نتكلم مع ذلك الطفل لتقليل من حدة قلقه الاجتماعي، فيسهُل عليه أن لا يرتبك
عندما يتحدث مع معلم فصله مثلاً، أو نساعده أن يجد صديقاً واحداً على مدار شهور
قليلة مثلاً.
فما عليك سوى
أن تحدد وجهتك (جهة حل المشكلة)، وتبدأ في أول خطوة في ذلك الطريق.
كيفية التصدي للمشكلات
قد نفكر أحياناً
لماذا لا نستطيع أن نتصدى للمشكلات أصلاً من قبل أن تحدث!!
بالتأكيد
يوجد الكثير من المشكلات يمكن لنا أن نتصدى لها من قبل أن تحدث، وقد نتخذ القول
"الوقاية خيراً من العلاج" كقدوة لنا، ونحاول أن نمنع المشكلات إن
استطعنا، وبالطبع لا يمكن أن نطبق هذا على كل الأمور، ولكنها محاولة.
فمثلاً عندما
نحترز من انتشار الأوبئة، فنزيد من التباعد بين الأفراد، أو مثلاً أن نمنع السرقة
بوضع الصفات الجيدة داخل الأطفال من طفولتهم، فتلك أمور يمكن أن نتصدى لها.
ولكن ليس
التصدي للجميع، فبعض المشكلات حتماً سنواجهها.
هل ستكسرك؟
أخبار
المشكلات التي تقع علينا قد يكون تأثيرها مؤلم حقاً ولن ننكر صعوبة بعض المشكلات،
ولكن هل لابد أن تكسرك – داخلياً – كل مشكلة تصل لك؟!
بالطبع لا،
فمعنى ذلك أنك ستنكسر بين الحين والآخر – كل بضعة دقائق، وهذا الانكسار يعطل
كثيراً جداً.
فالحل يكون
في المرونة، أن تعرف أننا نحيا حياة مليئة بالأزمات، وكل أزمة تأخذ وقتها وتنتهي،
وإن لم تنته، فأيضاً لن ننكسر، بل نصبح كالجمل الذي يسير في طريقه رغم ثقل حمله.
المرونة هي
أن يتسع قلبك وعقلك لاستقبال الأخبار الغير سارة بدون انزعاج، ربما ستوقفك عن
طريقك لبعض الوقت، ولكن لن توقفك كثيراً. فتستقبلها، ثم تدرك الواقع، ثم تحرك عقلك
لاتخاذ أقرب قرار مناسب (الخطوة الصغيرة البسيطة).
فقط محاولة
لو كان حل جميع المشكلات في خطوات واضحة، لكنا نعيش في جنة مليئة بالأرض الخضراء وأشجار الفاكهة الجميلة. دعونا ننظر لواقعنا، الحياة ليست هكذا، حياتنا مليئة بالأفكار والأحداث والمشكلات، والتحديات والصراعات، والأحلام والطموحات والمحاولات والحلول، ممتلئة بالكثير!
ولكن محاولة
حل المشكلات من خلال خطوات، يمكن أن تساعد كثيراً في حلول – على الأقل – بعض
المشكلات.
1. تحديد
المشكلة نفسها.
2. تحديد نوع
المشكلة إن كان يمكن أن نخطو خطوة فيها أم لا (إن كان يمكن أن نخطو فيها، نكمل
الخطوات).
3. وضع خطة
لتسهيل الوصول للحل المناسب.
4. تقسيم الحل
على فترة زمنية.
5. تقسيم الحل
على خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ.
6. الاستشارة
7. لا تتراجع
8. ابدأ في
خطوتك الأولى البسيطة الصغيرة.
تذكر أن عليك
فقط المحاولة – بكل طاقتك – ليس أكثر:
1. تحديد
المشكلة نفسها:
ضع وصفاً دقيقاً للمشكلة، وحاول فهم أصل المشكلة، ادخل في أعماقها ولا تبق
على سطحها.
2. تحديد نوع
المشكلة إن كان يمكن أن نخطو خطوة فيها أم لا (إن كان يمكن أن نخطو فيها، نكمل
الخطوات):
حدد إذا كانت مشكلة في مقدورك أم لا، فلا تحاول أن تحول لون بشرتك، ولكن
حاول أن تصبح متفوق في حياتك الدراسية.
3. وضع خطة
لتسهيل الوصول للحل المناسب:
فكر في طريق به تصل لهدفك، ولكن بشرط أن يكون بخطوات منطقية معقولة يمكن
تنفيذها في حدود الإمكانيات المتاحة.
4. تقسيم الحل
على فترة زمنية:
قسم الطريق الذي به تصل للحل على فترة زمنية تتناسب مع المشكلة، فلا تعطي
مشكلة الملح الذي يحتاجه الطعام في خمسة أيام، أو اختيار شريك الحياة في بضعة
دقائق، فقط اعط لكل مشكلة وقتها الذي تراه مناسباً.
5. تقسيم الحل
على خطوات صغيرة قابلة للتنفيذ:
بعدما قسمت مشكلتك على فترة زمنية ووضعت الطريق للوصول للحل، ابدأ في وضع
خطوات صغيرة يمكن أن تُنفذ على مدار رحلة الحل.
6. الاستشارة:
استشير، استشير، استشير، عندما تسأل عن معلومة، فإنك تصل للحل بخطوة بدلاً
من التجربة، ومع التجربة الوقت، ومع التجربة المجهود، ومع التجربة خذلان، فاتخذ
لنفسك مشيراً أو أكثر، السؤال سلوك غير ضار!
7. لا تتراجع:
نحتاج للدعم كثيراً حتى نتيقن مما نريد، فأحياناً ننسى ما فعلناه، وننظر
فقط لصعوبة الطريق، ولكن لا، لا تتراجع، لا تجعل عينيك تتحرك عن هدفك، حل مشكلتك
الذي سعيت لأجله كثيراً، لا تستسلم، انظر إلى ما حققته، وتيقن أن كل خطوة بسيطة
لها تأثير حقيقي على النهاية.
8. ابدأ في
خطوتك الأولى البسيطة الصغيرة:
بعدما استكملت الخطوات السابقة، حاول أن تأخذ خطوة فعلية في الحل، ابدأ
بتحريك صخرة، ابدأ بأول صفحة، ابدأ بأول كلمة، ابدأ فقط. وتذكر أن بدون الخطوة
الأولى لن تصل للخطوة الأخيرة.
تحرك!
نتعرض للكثير من المشكلات، ولكن من منا سيصمُد؟ من منا سيبقى قوياً مع تحدياته؟! هل ستتمسك بحلمك؟!
لن ننكر الواقع، لن يصل أياً منا للذي يريده أن لم ير هدفه. لا تيأس، ولا تترك للإحباط مكاناً في قلبك كثيراً، وتذكر دائماً أن الناجح هو الذي لا يترك لليأس مكاناً بداخله.
Comments
Post a Comment